كان بالامبراطور شغف بالملابس ، صرفه عن كل شيء سواها . فإذا قيل عن أي ملك إنه في غرفة المشورة ، يقال عنه هو " الامبراطور في غرفة الملابس " .
وذات يوم جاء نصابان و ادعيا أنهما يستطيعان نسج أعظم وأرقى قماش ، له صفة غريبة ، إذ لا يراه كل من " ليس بكفء لموقعه " أو " غبي لدرجة غير مسموح بها " . ورأى الامبراطور في ذلك وسيلة رائعة يعرف بها غير الأكفاء لمناصبهم عنده والعاطلين عن الحكمة ، فأمر بصنع ذلك القماش على الفور .
علم الناس جميعاً بقوة القماش الغريبة ، وكل منهم يتوق لاكتشاف قدر غباء جاره أو عدم كفاءته . وبعد حين أراد الامبراطور أن يعرف مدى سرعة سير العمل في صنع القماش ، فقد كان يعتريه القلق بشأن ما يتمتع به هذا القماش من قوة غريبة . فأرسل أول الأمر أحد وزرائه الثقات ، وبعده أحد موظفيه المحبوبين ، ليستطلعا الأمر . ولم ير أي من الرجلين شيئاً لأنه لم يكن هناك شيء يرى . فسأل كل منهما نفسه " هل ممكن أن أكون غبياً " ، " هل أنا غير كفء لمنصبي؟" ولكنهما قررا إخفاء الأمر ، فأخذا يبالغان في مدح القماش وألوانه الزاهية وما عليه من نقوش .
بعدها بأيام وصل الامبراطور مع حاشيته ليرى بنفسه .وأمام الفراغ . وقف الامبراطور يتساءل " ما هذا ؟ أنا لا أرى شيئاً . هل أنا غبي ؟ هل لا أصلح لأن أكون امبراطوراً؟ " لكنه لم يرد لأحد أن يعرف ذلك فصاح قائلاً " ما أروع هذا القماش ! " .
أمعن أفراد الحاشية النظر المرة تلو المرة ، لكن ذلك لم بجد شيئاً . إذ انتقلت كلمات الإعجاب " كم هو رائع" ، " جميل " ، " ممتاز " من فم إلى آخر بينهم ، حتى نصحوا الامبراطور بصنع ملابس موكبه القادم من هذا القماش .
وفي الليلة السابقة للموكب تظاهر النصابان بأنهما مشغولان في قص القماش وخياطة الملابس ، وفي الصباح طلبا من الامبراطور أن يخلع ملابسه كلها و " ألبساه" الملابس الجديدة .
وفي طريق الموكب كان الناس يحيونه ويصفقون إعجاباً بأبهى حلة ارتداها الامبراطور . ولكن فجأة صاح طفل صغير : " ولكنه لا يرتدي شيئاً " فأخذ الناس يتهامسون فيما بينهم بما قاله الطفل : " ولكنه لا يرتدي شيئاً " وسرعان ما صاح الجميع : " لكنه لا يرتدي شيئاً " .
ارتجف الامبراطور ، لأنه رأى أنهم على صواب ، ومع ذلك ، كان عليه أن يكمل رحلة موكبه ، وقد فعل .