الحلقة (72) الأحاديث القدسية الصحيحة الصريحة – حرف النون
الحديث الأول: عن جابر بن عبد الله قال: «نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا، انظر أي ذلك فوق الناس. قال: فتُدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد، الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول: من تنظرون؟ فيقولون: ننظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: حتى ننظر إليك، فيتجلى لهم يضحك. قال: فينطلق بهم ويَتَّبِعُونه، ويُعْطَى كل إنسان منهم -منافق أو مؤمن- نورا ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم كلاليب وحَسَكٌ تأخذ من شاء الله، ثم يَطْفَأُ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة وجوهم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفا لا يُحاسبون، ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء، ثم كذلك ثم تَحِلُّ الشفاعة ويشفعون، حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، فيُجْعَلُون بفناء الجنة، ويَجْعَلُ أهل الجنة يَرُشُّون عليهم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل، ويذهب حُرَاقُه، ثم يسأل حتى تُجْعَلَ له الدنيا وعشرة أمثالها معها»(1) .
قال النووي: قوله: (عن كذا وكذا انظر أي ذلك فوق الناس) هكذا وقع هذا اللفظ في جميع الأصول من صحيح مسلم ، واتفق المتقدمون والمتأخرون على أنه تصحيف وتغيير واختلاط في اللفظ ... وقال القاضي عياض : هذه صورة الحديث في جميع النسخ ، وفيه تغيير كثير وتصحيف قال : وصوابه : ( نجيء يوم القيامة على كوم ) هكذا رواه بعض أهل الحديث ، وذكر الطبري في التفسير من حديث ابن عمر فيرقى هو يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته على كوم فوق الناس ، وذكر من حديث كعب بن مالك ( يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل ) قال القاضي : فهذا كله يبين ما تغير من الحديث وأنه كان أظلم هذا الحرف على الراوي أو أمحى فعبر عنه بكذا وكذا وفسره بقوله : أي : فوق الناس ، وكتب عليه انظر تنبيها فجمع النقلة الكل ونسقوه على أنه من متن الحديث كما تراه ، هذا كلام القاضي وقد تابعه عليه جماعة من المتأخرين والله أعلم .
(1) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (191).